القدس المحتلة
قال اسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة: ان حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لا تسعى للسيطرة على الضفة الغربية ، وحين سيطرت على غزة كانت مضطرة إلى ذلك. مؤكداً ان حماس تدرك أن المصالحة والشراكة الحقيقية هي الطريق الوحيد أمام الشعب الفلسطيني وأمام فتح وحماس .
واوضح هنية في لقاء خاص بـ ( الدستور ) ان حركة حماس لديها استعداد لدعم الرئيس محمود عباس في العودة بملف المفاوضات الى الشعب وسندعم إعلانه عن فشل المفاوضات ونسنده في مواجهة التحديات والتداعيات على هذا الإعلان أما المفاوضات بعيداً عن خيارات الشعب الأخرى ومنها المقاومة فهو عمل خاطئ ولن ندعمه في الخطأ الذي طال سيره فيه. مشيراً الى ان ما يعيق المصالحة أمران: الاول ذاتي يتمثل في غياب الإرادة عند بعض القيادات المستفيدة من حالة الانقسام في رام الله والثاني هو التدخلات الامريكية والاسرائيلية.
وقال هنية في لقاء خاص بـ ( الدستور ): إن الدور الاردني دور محوري واساسي في دعم صمود الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه الوطنية وحماية مقدساته.
والاردن هو الاقرب الى القدس والى الضفة الغربية وهو البلد الاكثر معاناة جراء التهديدات الإسرائيلية الاستراتيجية .
واضاف اننا نقدر ونثمن دور الملك عبد الله الثاني والحكومة والشعب الاردني ونطمح الى توثيق العلاقة بين حركة حماس والحكومة الفلسطينية والحكومة الاردنية وندعو الى مواجهة مشتركة للأطماع والتهديدات الإسرائيلية.
وفيما يلي نص اللقاء :
في الذكرى الثانية للعدوان على قطاع غزة كيف تصف وضع القطاع بعد سنوات الحصار. وهل حققت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برنامجها ؟
- لقد شددت دولة الاحتلال حصارها على غزة منذ ان اعتبرته (كيانا معاديا) بحسب مصطلحاتها القانونية واتخذت من سيطرة حماس على قطاع غزة سببا ومبررا ، وما كان لهذا الحصار ان يدوم طويلا او ان يكون مؤلما ومؤثرا لو لم تشارك دول اقليمية ودولية فيه ، لاسيما على المستوى السياسي والاقتصادي وخاصة التحويلات المالية ، ومنع التصدير واغلاق المعابر ، وحرمان القطاع الصناعي في غزة وكذلك القطاع الزراعي من مدخلات الانتاج ، ما أدى إلى توقف المصانع عن العمل ، وتراجع الزراعة ، وازدياد البطالة .
ومع ذلك فإن الحكومة الفلسطينية تمكنت بالتعاون مع الشعب وبعون الله من مواجهة الحصار وتداعياته: بعد ان تمكنت من خلق ثقافة التحدي وإعادة ترتيب أولويات المجتمع لتحتل الحرية وتقرير المصير المرتبة الاولى في اهتمامات المواطن وتمكنت الحركة الشعبية من اختراع ( آلية الانفاق ) لتوفير مستلزمات الحياة للسكان واستنهضت الحكومة حركة احتجاج عالمي ومحلي ضد الحصار وسدنته ، وكانت النتيجة تآكل الحصار بنسب مختلفة في مجالات الحياة ، والآن تكاد ان تكون جل السلع الغذائية متوفرة في الأسواق غير أن عملية الاعمار ما زالت شبه متوقفة بسبب رفض الاحتلال ادخال مستلزماتها من (حصمة وحديد واسمنت) وإن تغلبت الأنفاق على مسألة (الإسمنت والحديد) فهي ما تزال لم تتغلب على مشكلة (الحصمة).
اما برنامج حماس وهل تحقق في سنوات الحصار أم لا ، فالإجابة الموضوعية تقول: إن الظروف الموضوعية المعرقلة من حصار (سياسي - ومالي - واقتصادي) .. حرم حماس من الفرصة الطبيعية لتطبيق برنامجها على الوجه الذي تريد غير أنها تمكنت من تطبيق أجزاء أساسية من هذا البرنامج لاسيما الاجزاء التي تتعلق بالبناء الداخلي وحياة المواطن والمقاومة وتصحيح الانحراف السياسي والفساد المالي والإداري ، وإنهاء الفلتان الأمني ، وتوفير الأمن للمواطن.
هل صحيح ان حركة المقاومة الإسلامية حماس على استعداد لهدنة طويلة مع الاحتلال ؟
- طرحت حماس في رؤيتها السياسية على المجتمع العربي والدولي انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام م1967 بما فيها القدس ، وحل مشكلة اللاجئين والأسرى في مقابل هدنة محددة بسنوات معدودة: ولكن حماس تعتقد أن إسرائيل دولة تقوم على القوة والتوسع ، ولا تبحث عن حلول عادلة ، وإنما تسعى إلى استسلام كامل لشروطها ، وهذا يفسر فشل محمود عباس وفريق المفاوضات في ابرام تسوية معهم رغم انهم أعطوا إسرائيل ما هو أكثر من الهدنة كالتطبيع والتنسيق الأمني.
كيف تردون على من يتهم حركة حماس بالتخلي عن المقاومة؟
- حركة حماس حركة مقاومة ، والعالم يعرفها بذلك ، وبسبب خيارها هذا تعرضت للعدوان الإسرائيلي ، وصنفتها أمريكا كحركة ( إرهابية ) لقطع الدعم عنها ، وهي في جوهرها حركة تحرر وطني ، باعتراف القانون الدولي ، وهي تؤمن بأن الحقوق تنتزع ولا توهب وان تجربة المفاوضات فاشلة : وعليه فهي متمسكة بخيار المقاومة ، ولم تغادره رغم قسوة الحرب الأخيرة التي سمتها إسرائيل عدواناً ( رصاص مصبوب ) على غزة ، والتهدئة القائمة الآن هي نتاج ظروف موضوعية ، والمقاومة لن تتوقف حتى يزول الاحتلال.
ما حقيقة الاتصالات مع الولايات المتحدة وهل فعلاً لديكم اتصالات مع مقربين من البيت الابيض ؟
- لا توجد اتصالات رسمية بيننا وبين الولايات المتحدة: غير أن ثمة اتصالات وزيارات يقوم بها مقربون من الإدارة الأمريكية يلتقون الحكومة في غزة ويلتقون قادة حركة حماس في الداخل والخارج ، وأحيانا يحملون معهم رسائل من الحكومة إلى الإدارة الأمريكية ، وقد أبلغتنا هذه الشخصيات بوصول هذه الرسائل إلى الإدارة الأمريكية .
وفي الفترة الأخيرة التقيت ووفد من الحكومة مع السفير هانبلي الذي اخذ موافقة مسبقة من هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ، وأحسب أن هذه اللقاءات تعبر عن مركزية حركة حماس في المعادلة ، وأنه لا يمكن لأحد أن يتخطاها لأنها تمثل التيار الغالب في الشعب الفلسطيني ، وهي الفائزة ديمقراطيا بالانتخابات.
ما هي رسالتكم للرئيس أوباما عشية تراجع إدارته عن العمل على تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة وعودة ميتشيل وروس للبحث في سبل المفاوضات المباشرة مع السلطة الوطنية الفلسطينية؟
- حين تحدث أوباما عن التغيير واقترب من العالم الإسلامي في خطابه في انقرة والقاهرة شعرنا كغيرنا أن ثمة موقفا سياسيا يتبلور باتجاه إنصاف الفلسطينيين لم نرفع سقف توقعاتنا ولكنا توقعنا تغيراً نسبياً أما الآن وبالذات حين توالت تراجعات الرئيس أوباما أمام نتنياهو في مسالة الاستيطان ثم التوقف عن المطالبة بتجميد الاستيطان لمدة محدودة فنقول: إنه لا تغيير والإدارة الأمريكية أسيرة الماضي وعاجزة عن تحقيق العدالة ولعب دور الوسيط النزيه وعلينا ان نبحث في البدائل السياسية وفي تعزيز دور المقاومة.
كما يبدو نحن على اعتاب مرحلة جديدة بعد التعنت الإسرائيلي على مواصلة الاستيطان كيف تنظر الى ذلك ؟وهل هناك امل بمفاوضات ترفع الظلم عن الشعب الفلسطيني ؟
- نعم صحيح نحن أمام مرحلة جديدة من الاستيطان المكثف والسريع في تهويد القدس على وجه التحديد وفي الضفة الغربية على وجه العموم وبحسب مصادر عبرية هناك 186 مستوطنة نصفها يشهد حملة غير مسبوقة من البناء وحركة السلام الآن تتحدث عن بناء 1700 وحدة سكنية في الأسابيع القليلة القادمة ، وهناك خطط لتهويد ساحة البراق والمس بمسرى نبينا عليه الصلاة والسلام في المسجد الاقصى المبارك وخطط الاستيلاء على منازل عربية في سلوان وقوانين عنصرية كالإعلان عن قدسنا - (القدس عاصمة للشعب اليهودي وليس لدولة إسرائيل)
هذا الطقس السياسي للاستيطان يضع نهائية بائسة للمفاوضات ويضع الشعب الفلسطيني في مواجه غير مسبوقة بين خيار الاستسلام وخيار المقاومة والإعلان عن فشل المفاوضات وتحميل إسرائيل المسؤولية.
الى اين ترى الأمور تتجه بين واشنطن وتل ابيب ؟
- العلاقة بين تل أبيب وواشنطن علاقة استراتيجية وعلاقة وظيفية أيضا ، وأمريكا هي الدولة العظمي الرئيسة التي تحمى إسرائيل وتمدها بالسلاح والمال وبالدعم السياسي والدبلوماسي وبينهما معاهدات مشتركة وإسرائيل المستفيد الأول من المساعدات المالية الأمريكية للخارج ، والسياسية في أمريكا لا يصنعها الرئيس فحسب بل يصنعها الكونجرس لاسيما فيما يتعلق بإسرائيل لذا فإن تأثير اللوبي الصهيوني والمال اليهودي كبير جدا في السياسية الأمريكية ولا تتجه الأمور إلى أزمة حقيقة بين تل أبيب وواشنطن بسبب رفض إسرائيلي تجميد الاستيطان.
والأجدى للعرب هو البحث في آليات ضغط وتأثير على الإدارة الأمريكية وعدم انتظار أزمة علاقة بين واشنطن وتل أبيب ، واحسب ان النظام العربي يملك الأوراق اللازمة إذا توفرت له الإرادة.
يبدو ان الرئيس عباس يمر بأزمة ومأزق هل تدعمون اصراره على عدم العودة الى المفاوضات ما لم توقف إسرائيل استيطانها ؟ وهل هناك امل في العمل مع فتح ؟
- نعم يبدو أن عباس يمر بأزمة والمفاوضات في مأزق وقد عبر هو عن حالة يأس وإحباط حين هدد بحل السلطة ، وحين هدد بالذهاب إلي مجلس الأمن هذا صحيح ، ونحن نتابع الأمر ولدينا استعداد لدعمه في العودة بملف المفاوضات الى الشعب وسندعم إعلانه عن فشل المفاوضات ونسنده في مواجهة التحديات والتداعيات على هذا الإعلان أما المفاوضات بعيداً عن خيارات الشعب الأخرى ومنها المقاومة فهو عمل خاطئ ولن ندعمه في الخطأ الذي طال سيره فيه.
إسرائيل لن تتخلى عن الاستيطان بالمفاوضات لأن الاستيطان عندهم جزء من رؤية إيديولوجية ، الاستيطان يتوقف عندما تشتد المقاومة وتصبح تكلفة الاستيطان عالية ، ونحن على استعداد للتعاون مع حركة فتح والشراكة معها: لأن لدنيا أملا في النجاح.
ما هي اولويات حماس اليوم ؟ وهل الفرصة مواتية لدفع ملف المصالحة بين حركتي حماس وفتح ؟
- أولويات حماس هي حماية الثوابت الفلسطينية ومحاصرة التنازلات وعمليات التفريط المتوقعة ومواجهة الاحتلال وتحديات في القدس والبحث عن شراكة وطنية وحكومة وحدة وطنية ببرنامج وثيقة الوفاق الوطني تدفع بقضية التحرير وتقرير المصير إلى أول الأجندة الوطنية .
ما الذي يعيق المصالحة؟
- المصالحة الداخلية نعم هناك فرصة كبيرة للنجاح ، لأنها ضرورة وطنية وهي في مصلحة فتح وحماس معا ، وجل القضايا المختلف فيها تمت مناقشتها ، وما يعيق المصالحة أمران: الاول ذاتي يتمثل في غياب الارادة عند بعض القيادات المستفيدة من حالة الانقسام في رام الله والثاني هو التدخلات الامريكية والاسرائيلية ، وقد كشفت وثائق ويكيليكس في تصريحات بعض رموز السلطة عن هذه التدخلات صراحة. ان قناعة حركة فتح بالشراكة السياسية والأمنية لازالت غير ناضجة بما فيه الكفاية.
هل صحيح أن هناك داخلا وخارجا في حركة حماس وان الخارج هو صاحب القرار ؟
- هذا كلام غير صحيح ، حماس مؤسسة يشارك فيها الخارج والداخل والسجون بحسب اللوائح المنظمة للمشاركة والقرار ، والعلاقة بين الداخل والخارج تكاملية ولا تنازع بينهما والجميع شركاء في القرار ، ومجلس شورى الحركة هو مجلس واحد يضم الجميع والحديث عن الخارج والداخل حديث من يكرهون حماس او يتحدثون عن امنياتهم لا عن وقائع عملية.
هل فعلاً انخفضت المساعدات الايرانية ؟ وما مدى تأثير الدعم الإيراني على قرارات الحركة والحكومة في قطاع غزة ؟
- الحكومة في غزة تتلقى مساعدات مالية من أطراف عديدة منها الجمهورية الايرانية وهي مساعدات غير مشروطة ولا علاقة لها بالقرار الفلسطيني وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر لكل الدول الداعمة للحكومة ولكل مؤسسات المجتمع المدني المتضامنة مع الحكومة ومع الشعب في مواجهة الحصار.
كيف تنظرون الى الدور الاردني ؟
- الدور الاردني دور محوري واساسي في دعم صمود الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه الوطنية وحماية مقدساته.
والاردن هو الاقرب الى القدس والى الضفة الغربية وهو البلد الاكثر معاناة من التهديدات الاسرائيلية الاستراتيجية . اننا نقدر ونثمن دور الملك عبد الله الثاني والحكومة والشعب الاردني ونطمح الى توثيق العلاقة بين حركة حماس والحكومة الفلسطينية والحكومة الاردنية وندعو الى مواجهة مشتركة للأطماع والتهديدات الاسرائيلية.
ما هو رايكم بخطة ( ليبرمان - الوطن البديل )التي طرحها في الكنيست ومع الكونجرس ؟
- الاردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين ، ومشروع الوطن البديل سواء طرحة ليبرمان او غيره ، هو مشروع مرفوض منا ومن كل فلسطيني جملة وتفصيلاً ، ولقد قاومنا التهجير والطرد ونحن متجذرون في ارضنا ووطنا ، ولن نسمح بمؤامرة الوطن البديل ان تمر ، ولن يهجّر الفلسطيني من ارضه ووطنه بعد اليوم .
نحن نريد ان نعود الى وطننا وان نعيد اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم ، ومعنا القرارات الدولية المؤيدة لهذا الحق ، وسنجد من الحكومة الاردنية ومن الشعب الاردني ما يدعم موقفنا هذا وتوجهنا هذا .موقفنا ثابت واستراتيجي وغير قابل للمساومة .فلسطين هي وطننا والى ان نلقى الله .
كيف ترون الوضع في القدس المحتلة بعد ابعاد النائب المقدسي محمد ابو طير والتهديدات للمسجد الاقصى المبارك ؟
- وضع القدس خطير بل خطير جداً ، ربما دق إبعاد النائب محمد ابو طير ناقوسَ الخطر على مستوى تفريغ القدس من الانسان الفلسطيني ومن القيادات الفلسطينية المؤثرة في ثبات الشعب في القدس.
واسرائيل تعتزم تقليص الوجود القيادي والشعبي في القدس ، ولديها برامج وخطط لتحقيق اهدافها وهذا التفريغ السكاني لا ينفصل عن عمليات تهويد القدس والاستيطان فيها وشراء المنازل وهدم البيوت وحرمان المقدسيين من الحقوق ومصادرة الهويات ، وطرد "أبو طير" يدق ناقوسَ الخطر.. واخوانُه النواب المعتصمون في الصليب الاحمر يبعثون بالرسائل نفسها.
نحن نطالب بدور أردني فاعل لحماية المقدسات ولحماية حقوق المواطن المقدسي ودعم صموده في القدس.كما ان المسجد الاقصى المبارك تحت الرعاية الأردنية وتحت لواء وزارة الأوقاف الاردنية التي ترعاه وتعمل على ترميمة وحمايته وللملك عبد الله الثاني وحكومته كل التقدير على جهودهم وسدهم الفراغ الحاصل في القدس المحتلة .
هل فعلاً هناك تخفيف للحصار من قبل إسرائيل على قطاع غزة؟
- الحقيقة التي لا مراء فيها أن إسرائيل ما زالت تحاصر قطاع غزة ، وان حديثها عن تخفيف الحصار هي أكذوبة: الغرض منها خداع الرأي العام العالمي وسماح إسرائيل بتصدير كمية قليلة من التوت الأرضي أو الزهور إلى أوروبا هو حركة إعلامية وليس حقيقة موضوعية ، وبإمكان إسرائيل أن تملأ الإعلام صوراً وتصريحاتْ في هذا المجال ولكن الوقائع في الميدان تكذب هذه الادعاءات الإعلامية.
كيف تنظرون لما يجري في الضفة الغربية لنواب حماس وعناصر وكوادر الحركة ؟وهل فعلاً تسعى حركة المقاومة الإسلامية حماس للسيطرة على الضفة الغربية ؟
- لا ، حماس لا تسعى للسيطرة على الضفة الغربية ، وحماس حين سيطرت على غزة كانت مضطرة إلى ذلك. وحماس تدرك أن المصالحة والشراكة الحقيقية هي الطريق الوحيد أمام الشعب الفلسطيني وأمام فتح وحماس .
غير أن حماس تنظر بقلق بالغ وتشعر بمرارة عميقة لاعتقال عناصرها ومؤيديها وتعذيب وإغلاق مؤسساتها وجمعياتها ، وتشعر ان ثمة اجراءات استئصاليه تجري ضدها في الضفة وغزة وهذا الأمر يضعف النسيج الوطني ، ويفتك بالنسيج الاجتماعي لذا ندعو الأخوة في السلطة بمراجعة ملف العلاقة مع حماس والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين وعن المعتقلات وبالذات المضربين عن الطعام ممن معهم حكمّ قضائي بالإفراج عنهم.
ما هو الأفق والرؤية المستقبلية لحماس ؟ وعلى ماذا تراهن حماس للخروج من هذا الحصار المفروض عليها وعلى قطاع غزة منذ سنوات ؟
- حماس تراهن في الخروج من الحصار المضروب على القطاع على قوة صمود الشعب والتفافه حول الحركة أولا ، وهو الأمر الذي تشهد به علاقة المواطن بالحكومة ، ويشهد به حشد الانطلاقة الأخير ، وخسارة الأعداء لرهانهم على ثورة الشعب ضد حماس.
وتراهن ثانيا على تآكل الحصار من داخله لأنه غير شرعي وغير أخلاقي ولم يحقق أهدافه ، وتراهن ثالثاً على حركة التضامن العربي والإسلامي الدولي مع غزة وهو أمر تجاوز التوقعات وحقق مكاسب كبيرة على المستوى الحصار وعلى المستوى السياسي أيضا ، ونزع الشرعية عن الحصار وعن الاحتلال.
هل ممكن الاعتراف بشروط الرباعية الدولية والاعتراف بإسرائيل او الانخراط في مفاوضات غير مباشرة ؟
- لا يمكن الاعتراف بإسرائيل.. إسرائيل اغتصبت أرضنا وهجرت شعبنا ، ومازالت تمارس العدوان علينا وتحرمنا حقوقنا ، ولن نعترف بها ، ولن نقبل بشروط الرباعية الدولية لأنها شروط ظالمة تنصر الجلاد وتعاقب الضحية وشعبنا يجمع على رفضها ، والفريق الذي اعترف بإسرائيل وبشروط الرباعية لم يحقق شيئا للوطن.
كيف تقيّمون علاقتكم بمصر ؟ وهل انتهى التعامل مع حماس كملف امني يديره الأمن والمخابرات المصرية وليس الخارجية ؟
- مازال ملف حماس بيد المخابرات المصرية ، وليس بيد وزارة الخارجية رغم فوز حماس في الانتخابات وتشكيلها الحكومة وقيادتها للبرلمان الفلسطيني ، وهذا الأمر شأن مصري داخلي ، والعلاقة مع مصر حسنة وان كانت في هذه الأيام فاترة بسبب أزمة التوقيع على ورقة المصالحة ، ومع ذلك فنحن نبحث دائما في آليات تطوير هذه العلاقة ، وفي آليات للخروج من أزمة التوقيع على ورقة المصالحة ، ندرك أن مصر هي سند مهم وكبير لفلسطين وللأمة العربية.
اين وصلت الاتصالات مع الفصائل والحركات الفلسطينية لتوسيع الحكومة في قطاع غزة ؟
- قرار توسيع الحكومة فهو ينبع من تقدير موضوعي للظرف الحالي الذي يقتضي العمل الجاد لإشراك الفصائل الفلسطينية والمستقلين في تحمل أعباء المرحلة الراهنة بعد ان ذهبت المفاوضات في طريق الفشل ، ودخلت القضية الفلسطينية في مأزق بانحياز الإدارة الأمريكية وتخليها عن مطالبة إسرائيل بتجميد الاستيطان ، إضافة إلى حالة الحصار والتصعيد العسكري الإسرائيلي ضد غزة .
إن حماس تؤمن بالشراكة الوطنية والتواصل مع القوى الفلسطينية الحية للشراكة في حمل الهم الوطني ، وقد عرضنا على الفصائل المشاركة في الحكومة العاشرة ولم تشارك لأسباب تخصها ثم شكلنا حكومة الوحدة الوطنية من الجميع ثم ها نحن نكرر موقفنا لتشكيل حكومة ائتلاف وطني وفي ظننا ان ذلك هدفّ يمهد للمصالحة الفلسطينية .
دخلنا عامًا هجريا جديدا ونحن على اعتاب العام الميلادي الجديد.. ماذا تقول للشعب الفلسطيني الذي انتخبكم ؟ وماذا تقول للأمتين العربية والإسلامية عبر صحيفة "الدستور" الاردنية ؟
- أشكر صحيفة الدستور على هذا اللقاء الجيد والمفيد ، واتمنى لها وللعاملين بها التوفيق ، ونهنئ الأمتين العربية والإسلامية بالعام الهجري الجديد ، جعله الله عامَ عزةْ ونصرْ واستقرار ، وأدعوهم لأن يكون هذا العام هو عام القدس وعام الثوابت الفلسطينية ، وأقول للشعب الفلسطيني: إن النصر قادمّ وإن الفرج مع الصبر وإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ولن يغلب عسرّ يسرين ، وإن المصالحة الفلسطينية قضية وطنية استراتيجية يجدر أن يعملَ من أجلها كل وطني ومسلم.
(الدستور)
http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=5239664066846506917
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire