من أجل تسليط الأضواء النقدية على ظواهر مستجدة على الفضاء الإسلامي العربي
أصدر "مركز الجزيرة للدراسات" كتابا بعنوان "الإسلاميون" للدكتور بشير نافع، وهو يحاول تقديم صورة كلية للظروف التي ولدت فيها الظاهرة الإسلامية السياسية، وللمرحلة الأولى من تاريخها التي استمرت حتى نهاية الستينات من القرن العشرين، وشهدت ولادة التنظيمات الإسلامية الأم وتبلور هوية هذه التنظيمات وتوجهاتها الفكرية والسياسية.
أما المرحلة التالية التي بدأت منذ السبعينات من القرن الماضي، وما زالت تتداعى في أحداثها وتطوراتها، فيعالجها الكتاب من خلال قراءة التيارات الرئيسة داخل الظاهرة، وليس بالضرورة الخارطة التنظيمية الإسلامية لكل بلد مسلم على حدة. (جاء الكتاب في 295 صفحة، الطبعة الأولى 2010).
وقد تسبب صعود القوى الإسلامية السياسية في حال من التوتر وعدم الاستقرار وغياب اليقين السياسي، لفترات تطول أحيانا وتقصر أخرى، في أغلب البلاد الإسلامية. من مصر وباكستان وإيران في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، إلى سوريا والعراق في السبعينات والثمانينات، إلى مصر من جديد والجزائر والسعودية في التسعينات، وصولا إلى إندونيسيا والمغرب في مطلع القرن الحادي والعشرين، خاضت الدولة صراعا متعدد الأوجه ضد القوى السياسية الإسلامية. وفي مناطق عدة لم تزل رحى الصراع تدور.
وسرعان ما فوجئ المسلمون والعالم ببروز ظاهرة جديدة: العنف الإسلامي العابر للقارات، وذلك بعد سلسلة من هجمات مدمرة على أهداف مدنية، أمريكية وغير أمريكية، داخل العالم الإسلامي وخارجه.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire