في الساعة الاولى للسنة المسيحية الادارية2011 أقدمت جهة إجرامية إرهابية لم يكشف بعد عن هويتها ، على اقتراف جريمة تفجير في كنيسة ماري جرجس بالأسكندرية أثناء مغادرة المصلين ، ما أودى بحياة عشرات العبّاد، بين صريع وجريح، بينهم مسلمون،وهو ما أحدث صدمة كبرى في الشارع المصري وأثار غضبا عارما ،على حد سواء، بين المسلمين والمسيحيين واستفظعته دون تحفظ المراجع الدينية من الفريقين المسلم والمسيحي بسبب مصادمة هذا الصنيع الآثم للقيم الدينية والانسانية المشتركة وبخاصة القيم والمبادئ الاسلامية التي تجرم ذلك وتجعل من يريق دماء المواطنين المسيحيين داخل الدولة المسلمة محروما من رائحة الجنة ولما يمثله من خطر الوقيعة بين جناحي الوطن المصري وعلى عقد المواطنة وعلى ميثاق التعايش والسلام الاجتماعي وما يثيره من عداوات وفتن طائفية لا يفيد منها إلا أعداء الامة بكل طوائفها ومذاهبها.
وبهذه المناسبة الاليمة فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:\
يضم صوته الى صوت الازهر الشريف والكنيسة القبطية المرقسية ورئيس الجمهورية المصرية في الرفض الجازم والادانة المطلقة لهذه الجريمة الفظيعة.
وإذ يدين الاتحاد بلا هوادة هذه الجريمة النكراء بصرف النظر عن الجهة المجرمة التي اقترفته، فإنه يؤكد أن مثل هذه الجريمة النكراء لا يمكن أن تظفر لها بأي سند من شرائع الاسلام التي أسس كتابها الخالد للإعتراف القطعي الثابت بالتعدد الديني واعتبار الإيمان الشخصي أساس الاعتقاد الديني ، رافضا كل صور الاكراه"لا إكراه في الدين"/ 255 البقرة /. وجاءت أول تجربة للتطبيق في المدينة المنورة على يد النبي الخاتم عليه أزكى صلاة وتسليم، ترجمة أمينة لاتجاه السماحة والتعدد الراسخ ، وذلك كما عبر عنه دستور المدينة "الصحيفة"، وكما حفلت به تجربة التعايش بين المسلمين وبين أهل كل الديانات الاخرى على امتداد تاريخ الاسلام ، ما برئ معه من الحروب الدينية والمذهبية ، وبخاصة مع المواطنين من النصارى "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى"/المائدة81 / وتتأكد الخصوصية في حق أقباط مصر رعاية لرحم الرسول الاعظم عليه السلام فيهم وإيصائه بهم خيرا.
وإنا لله وإنا اليه راجعون
الامين العام
أ.د/ علي محي الدين القره داغي
رئيس الاتحاد
أ.د/
يوسف القرضاوي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire